الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

جبل حبشي

مديرية جبل حبشي 



تسمية جبل ذخر:
ورد في المصادر القديمة أن اسم جبل حبشي كان يعرف قديماً بـ «جبل ذخر»، وفي الآونة الأخيرة سُمي بجبل حبشي وهناك عدة روايات لانتقال هذه التسمية إلا أن الأرجح منها أنها اسماء لأشخاص يقال أنهم ملوك ويتكون جبل حبشي من عدد من قمم الجبال ومنها المطلة على مدينة «المخا» ومينائها وماجاور ذلك، ويرتفع عن سطح البحر بـ«2400م» تقريباً وتحده شمالاً مديرية مقبنه، وغرباً الوازعية وبلاد المخا، وشرقاً جبل صبر، وجنوباً عزلة السوامن المعافر.

وقد سكنت هذاالجبل واستوطنته قبائل مختلفة فمنهم من يسكن في قممه، ومنهم من يسكن سهوله وأوديته، إلا أن كثافة السكان توجد في قممه، ويزيد عدد السكان عن مائة ألف نسمة تقريباً غير الذين نزحوا إلى المدن وإلى مناطق أخرى، وقال عنه الهمداني في كتاب الإكليل «جبل ذخر ذخر الله في أرضه»

العادات والتقاليد:
أهم مايميز سكان جبل حبشي هو أنهم وظفوا كل ماهو حديث لخدمة تراثهم وثقافتهم دون أن يتخلوا عنها.. فلاتزال الأصالة والعراقة والكرم وروح الضيافة راسخة بقوة في أوساط هؤلاء السكان.

وهناك الكثير من العادات والتقاليد الجميلة التي تلفت انتباه الزائر لها.. أما الزي الرسمي الذي يرتديه سكان المنطقة هو«القميص والجنبية» وقلما تشاهد الناس مرتدين غير ذلك.

ومن العادات المتبعه في حفلات الأعراس هو تجمع عدد كبير من الناس حاملين السيوف والجنابي في رقصات جماعية تثير اعجاب كل من يشاهدهم.. ولديهم رقص خاص بهم يسمى بالرقص الحبشي وأهم مايميزها عن بقية الرقصات الشعبية هي خفة الحركة.

الطبيعة:
توجد في جبل حبشي السهول والوديان وهي في العزل التي بأطرافه كالشراجه وبني عيى وبني خولان والخلفه وحراز من عزلة المراتبه، وبني بكاري إلا أن معظم هذه الوديان جرفتها السيول لعدم توفر حمايات لها.. وفيه أيضاً غيول ماء يقال لها لدى أهلها«حميرية ـ غسانه» تحمل هذا اللقب وهي في بني بكاري، وفي بعض قرى الحقل الجاري ماؤها في نمره، وغيل الوجيه في منطقة عرشان الذي ينزل من منطقة يقال لها العرق إلى سد يسمى سد الوجيه وغيل وادي حنا.

وأهم مايزرع في جبل حبشي هو الذرة بأنواعها، وبعض من الخضر والفاكهة، وقد كان سابقاً يزرع فيه شجرة «البن» ولكن للأسف قل هذا النوع لعدة عوامل أهمها انتشار شجرة القات على حساب شجرة البن.

توجد فيها قمم شاهقة ذو مناظر طبيعية خلابة، يختلف مشهدها بين ساعة وأخرى فالمشهد الذي تراه في وقت الشروق يختلف عن الظهيرة والغروب، والمشهد الذي تراه مكسي بالضباب يختلف عندماتكون هذه الغيوم مبددة، فكل مشهد فيه لوحة ومن أمثله ذلك جبل العرمة وجبل اكمة الحرازي وجبل «فرع الرأس» في بني بكاري.

إذ يمكن ممارسة سياحة القفز والاسترخاء لكن هناك نقص في البنية التحتية والخدمة السياحية التي نأمل أن يتم الاهتمام بها وتأهيل هذه المنطقة وغيرها من المناطق الأخرى المشابهة.

الأسواق:
توجد في جبل حبشي أسواق شعبية اسبوعية ومن هذه الأسواق هي: سوق يفرس مركز الناحية، إذ يتم التسوق فيه يوم الجمعة من كل اسبوع، وهو في الواجهة الشرقية من الناحية.

سوق الخميس واشتهر بسوق بني بكاري ويوجد في الجهة الغربي من جبل حبشي ويقع بين عزلتي بني بكاري والمراتبه، ويتم التجمع والتسوق فيه يوم الخميس من كل اسبوع.

آثار لحضارات قديمة:
توجد في جبل حبشي العديد من الاثار القديمة والتي تعود إلى عصور ماقبل الاسلام، كما توجد فيه آثار اسلامية لكن للأسف لم تلق هذه الاثار أية عناية من الجهات المسئولة.

ونجهل الكثير عنها إلا مانقله الآباء إلينا.. فهناك اثار واحجار منقوشة ومكتوبة بالخط المسند الحميري، وكثير منها أخذت لبناء المنازل، منها حجرة منقوشة ومكتوبة بالخط المسند في قرية الحداد احدى قرى عزلة بني بكاري، وقد نقلت الكتابة منها وترجمت إلى العربية، باسم «معبد ود» وأخرى كبيرة موجوده في ركن بيت أحد المواطنين بنفس القرية وترجمت أيضاً إلى العربية بـ«مدينة كب ملك هيصم الدولة الرابع عشر حمير» إلا أن هذه الاحجار معرضة للمطر والشمس والهواء وقد تساقط من حروفها.

كما يوجد في جبل حبشي في نفس القرية فرع جبل منحوت وله في اعلاه فرع يمثل رأس انسان، يرى من بُعد من جهة المخا يقال له«فرع الرأس» ولأصحاب القرية فيه حكايات منها: إذا سقط فصاحب المخا يدرك ملء كوفيته من الجواهر والذهب المكنوز فيه وإلى غير ذلك من الحكايات.
وتعتبر جبل حبشي منطقة لم تعبث بها ايادي البشر ومنطقة محتفضة برونق طبيعتها لساحرة الخلابة اوي ستكشافات من قبل الجهات الحكومية

كما يوجد أيضاً حجر كان مدفوناً تحت اساس مسجد نجد العود القديم، وذلك عند هدمه لاعادة بنائه، مكتوب عليه بالخط المسند بنفس الحجرة الموجودة في قرية بني حداد والتي ترجمت «معبد ود» وقد وضعت معكوسة في جانب باب المسجد المبني الجديد.

ولاتزال بعض المواقع والجبال تحمل اسماء يُقال أنها اسماء لملوك حميريين سكنوها مثل جبل عزان، شنان، ونعمان وقهبان وهؤلاء يتقابلان كل واحد في جهة وشريان أوتالبه وسط الجبل إلى غير ذلك من أسماء لباقي جبال منه وبطرفه في الواجهة المغربية منطقة اسمها«حمير» ولاتزال تحمل وتعرف بهذا الاسم إلى يومنا هذا.

بالاضافة إلى بعض الاثار والمدافن الموزعة والمفرقة في أماكن مختلفة فأية حكاية يخفيها هذا الجبل لتاريخ اليمن العريق، وأية حضارة قامت على هذا الجبل؟ أما عن الاثار الاسلامية فهناك الكثير والكثير والتي لاتزال بعضها قائمة إلى اليوم مابين مسجد ومدرسة ومنزل.. ومنها مسجد في قرية المزبار من عزلة عدينه والذي يعود تاريخ بنائه كماهو منقوش إلى 1121م ومسجد في قرية تبشيعه من قرى عزلة بلاد الوافي في طرف العزلة غرب مدينة تعز، وقد ذكر هذا المسجد الهمداني وغيره ولايزال قائماً حتى اليوم وقد رمم عدة مرات.

والجامع العلواني في عزلة يفرس والذي يعد من أشهر المآثر في الجبل واليمن بشكل عام ويقع في الجهة الشرقية من الجبل، وفيه ضريح الشيخ أحمد بن علوان، وقد ابتدأ بناؤه قبل سبعمائة سنة ويتوافد إليه الزائرون المحليون وغيرالمحليين والسياح الأجانب على مدار العام من كل مكان.. كما توجد مدرسة منذ«600» سنة تقريباً تسمى باسم«عبدالرحمن الخزرجي» وتوجد بين عزلتي بني بكاري والمراتبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق